شنقيط الموريتانية.. مدينة تحتضن 8 قرون من التراث الإسلامي

بواسطة admin

مدينة تاريخية موريتانية عُرفت البلاد باسمها في العالم الإسلامي طوال قرون، وكان لها دور ديني وثقافي واقتصادي بارز على الطرق التجارية القديمة.

تحتفظ اليوم بكنوز ثقافية عبر مكتباتها التي تضم مخطوطات نادرة، وتواجه تحديات المناخ القاسية، وتعثر الخطط التنموية لموريتانيا.

التسمية والتاريخ
يظل أصل تسمية شنقيط غير محسوم مع تفسيرات مختلفة، أبرزها أن أصلها "عيون الخيل" بإحدى اللغات المحلية المنقرضة، أو أنها اشتُقت من اسم جبل في المنطقة.

ويرى رأي ثالث أن الاسم مشتق من كلمة "شَقِيط" العربية، التي تعني الفخّار في القواميس بشكل عام، أو جِرار الخزف التي تحفظ فيها المياه، رغم أن تأثير اللغة العربية الفصحى في تلك الفترة المبكرة على تسميات الأماكن أمر غير مرجح.

ويُنطق الاسم في اللهجة المحلية "شِنجِيطي" (بجيم مصرية) لكنه اشتهر مع الوقت، لا سيما مع تقاليد الكتابة وذيوع الاسم خارج البلاد بلفظه الحالي "شنقيط".

وتربط التقاليد الشفوية -التي يعتريها تضارب كبير- نشأة المدينة بالقرن الثامن الميلادي/الثاني الهجري، وذلك بتأسيس مستوطنة "أبير" عام 777م/160هـ قرب المكان الذي يضم مدينة شنقيط الحالية.

و"أبير" وفق هذه المرويات هي "شنقيط الأولى"، وفق ما ينقل أحمد مولود الهلال عن مخطوط كتاب "تاريخ ابن حبت"، أحد علماء المدينة.


وتربط هذه المرويات المدينة في هذا الطور بجوانب، أهمها نشأة دولة المرابطين في صحراء الملثمين.

وسواء كانت المدينة وريثة مدينة أقدم انتقل إليها مركز الثقل العمراني والبشري منها أم لا، فإن أغلب المصادر تعيد تأسيس شنقيط الحالية إلى نحو 8 قرون، أي في حدود منتصف القرن الـ13 الميلادي 1262م/666هـ، حيث كانت من المراكز التجارية المهمة على طرق القوافل، التي كانت تعبر الصحراء بين غرب وشمال أفريقيا.

صور